وقعة البويب بين المسلمين والفرس...........

حدثت وقعة البويب في رمضان من عام 13 هـ، بين المسلمين والفرس المجوس، في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وانتصر فيها المسلمون نصراً عزيزاً كسر الفرس، وأوهن شوكتهم، ومهد لفتوح توالت بعده، حتى قال بعض المؤرخين: وقعة البويب ضد الفرس، تناظر معركة اليرموك ضد الروم في عظم النتائح وبعد الأثر.

بدأت فصول المعركة عندما خرجت جيوش المسلمين بقيادة المثنى بن حارثة، في أعداد كبيرة لملاقاة الفرس، الذين حشدوا جيشاً عظيماً لقتال المسلمين بقيادة فارس لهم اسمه مهران، كان المسلمون في مكان يسمى البويب، قرب مدينة الكوفة، وكان الفرس يحاذونهم في المكان ولا يفصل بينهم إلا نهر الفرات، فقال الفرس للمسلمين: إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم. فقال المسلمون: بل اعبروا إلينا. فعبرت الفرس، وكان المثنى قد أمر جنوده بالفطر حتى لا يضعفوا عن الجهاد، كما كان يطوف على قواته معبئاً ومحرضاً على القتال، وكان في الجيش الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي وجماعة من سادات المسلمين، وعاجل الفرس المسلمين بالهجوم، وبدأ القتال، وكان المثنى يراقب جيشه وكلما رأى ثغرة سارع إلى سدها، وكان ينادي : لا تفضحوا المسلمين اليوم، انصروا الله ينصركم. فلما طالت مدة الحرب جمع المثنى جماعة من أصحابه الأبطال يحمون ظهره، وحمل على قائد الفرس مهران فأزاله عن موضعه حتى دخل الميمنة، وأسرع المنذر بن حسان بن ضرار الضبي إلى مهران قائد الفرس فقتله، فاضطرب جيش الفرس وولى الدبر، وتناثرت قواته كل يريد الفرار، غير أن المثنى كان قد سبقهم إلى الجسر فوقف عليه ليمنع الفرس من الجواز، فتمكن منهم المسلمون حتى يقال إنه قتل منهم يومئذ وغرق قريب نحواً من مائة ألف. وغنم المسلمون مالاً كثيراً، ولله الحمد والمنة.