Admin Admin
عدد الرسائل : 104 تاريخ التسجيل : 22/08/2007
| موضوع: من جواهــــــــــــر الادب........ الجمعة أغسطس 24, 2007 2:42 pm | |
| سادتي سيداتي :
أسعد الله او قاتكم بكل خير
بداية اهنيءأخي الكريم :عازف شجن تسلمه مهام الاشراف على منتدى التحليل والنقد متمنياً له التوفيق والسداد
ويطيب لي أن اشارك بهذا الموضوع الذي اقتبسته(نقلاً) من كتاب جواهر الأدب تأليف السيد أحمد الهاشمي.... و هي بعنوان كيفية نظم الكلام....راجيا أن تكون ذات فائدة للجميع...
إذا أردت أن تصنع كلاما فأخطر معانيه ببالك ، و تنق له كرائم اللفظ ، و اجعلها على ذكر منك ليقرب عليك تناولها و لا يتعبك تطلبها ، و اعمله ما دمت في شباب نشاطك ، فإذا غشيك الفتور و تخونك الملال فأمسك ، فإن الكثير مع الملال قليل ، و النفيس مع الضجر خسيس , و الخواطر كالينابيع يسقى منها شيء بعد شيء ، فتجد حاجتك من الري ، و تنال أربك من المنفعه فإذا أكثرت عليها نضب ماؤها و قل عنك عناؤها ، و اعلم أن ذلك أجدى عليك مما يعطيك يومك الأطول بالكد و المطالبة و المجاهدة و التكلف و المعاودة . و إياك و التوعر ، فإن التوعر يسلمك إلى التعقيد و التعقيد هو الذي يستهلك معانيك و يشين ألفاظك .
و من أراد معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما , فإن من حق المعنى الشريف اللفظ الشريف.
فإن لم تجد اللفظة واقعة موقعها صائرة إلى مستقرها حالة في مركزها متصلة بسلكها ، بل وجدتها قلقة نافرة عن مكانها فلا تكرهها على اغتصاب الأماكن و النزول في غير أوطانها ، فإنك إن لم تتعاط قريض الشعر المنظوم و لم تتكلف اختيار الكلام المنثور ، لم يعبك بذلك أحد .
و إن تكلفته و لم تكن حاذقا مطبوعا و لا محكما لشأنك بصيرا ، عابك من أنت أقل عيبا منه , و زرى عليك من هو دونك .
فإن لم تسمح لك الطبيعة بنظم الكلام في أول وهلة ، و تعصى عليك بعد إجالة الفكرة ، فلا تعجل ، و دعه سحابة يومك و لا تضجر ، و أمهله سواد ليلتك و عاوده عند نشاطك ، فأنك لا تعدم الإجابة و المؤاتاة ، فإن تمنع عليك بعد ذلك - مع ترويح الخاطر و طول الإمهال - فتحول من هذه الصناعة إلى أشهى الصناعات إليك ، و أخفها عليك : فإن لم تشتهها إلا و بينكما نسب .
و الشيء لا يحن إلا إلى شكله .
و ينبغي أن تعرف أقدار المعاني ، فتوازن بينها و بين أوزان المستمعين و بين أقدار الحالات ، فتجعل لكل طبقة كلاما , و لكل حال مقاما ، حتى تقسم أقدار المعاني على أقدار المقامات ، و أقدار المستمعين على أقدار الحالات... | |
|